فضاء حر

14يناير وهدر المهدور

يمنات
استغربت كثيرا من مقال نشرته صحيفة اليمن اليوم يومنا هذا الاحد الموافق 12 يناير 2014 للكاتب فيصل الصوفي بعنوان ( 14 يناير … هدر للطاقات ) واكثر ما اثار استغرابي ما اورده الاستاذ الصوفي في بداية المقال والذي جاء فيه حرفيا ( لا بقايا الثورة ولا جبهة انقاذ الثورة استطاعوا اكراه حكومة باسندوة على الحق وهو تنفيذ حكم المحكمة بشأن الجرحى فكيف بمقدورهم سحب الثقة عنها بالباطل وبواسطة مظاهرة (نازلين لخلع الفاسدين) يوم 14 يناير ما يثير الاستغراب هو ان الكاتب صاغ بداية مقاله بطريقة الحقيقة المطلقة التي لا تحتمل الشك والتشكيك فيها بحيث يصرح الاستاذ الصوفي بوضوح بان جبهة انقاذ الثورة هي الداعية والمتبنية للنزول الذي يتم الترويج له في يوم 14 يناير بشكل مباشر..
و لا ادري من اين اتى كاتب المقالة بهذه المعلومة والتي وضعها في صدر مقاله بأسلوب المتأكد منها لا المستنتج بالرغم من انه من المعروف عن الجبهة انها وخلال جميع الانشطة والفعاليات التي تنفذها تقوم بالدعوة والحشد لها رسميا من خلال اسمها الواضح والكامل وعبر قنوات الاتصال والتواصل الرسمية بها والتي تربطها بقواعدها ومناصريها والتي يعرفها الجميع..
كما ان الجبهة قد اكدت من قبل عبر قياداتها واعضائها عدم علاقتها بهذه الحملة ونفت ايضا تبنيها لهذا النشاط ودعوات النزول اليه كما ان رئيسها القاضي احمد سيف حاشد قد اكد وكرر هذا النفي وعدم الصلة اكثر من مرة في جميع تصريحاته السابقة وكتاباته في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي والذي كان اخرها ماشاهدناه اليوم في تصريحه الذي بثته قناة الساحات في نشرتها والذي كرر فيه التأكيد على عدم صلته وصلة الجبهة بدعوات النزول في هذا التاريخ..
ما لفت نظري ايضا هو الترويج لهذا النزول وهذه المظاهرة من خلال جهة غير معروفة من قبل تحمل مسمى (حملة انقاذ) والذي اعتقد انه تم اختياره لإيجاد خلط متعمد بين هذا المسمى المستجد ومسمى (جبهة انقاذ الثورة) ذات الرصيد الكبير والصيت الابرز في هذه المرحلة من خلال تصدرها لموقف معارضة ومواجهة اختلالات وفساد الحكومة بعد خلو الساحة من المعارضة..
و بعد ان اصبحت جميع الاطراف السياسية شريكة في الحكم الذي جاء بموجب عملية التسوية السياسية القائمة والناتجة عن المبادرة الخليجية التي وقعت عليها في العام 2011 ..
كما اعتقد ان هذه التسمية الجديدة (حملة انقاذ) استهدف مطلقوها الاستفادة من العمل النوعي الذي بدأته جبهة انقاذ الثورة من خلال مشروعها (هيئة الظل الشعبية) وما استطاعت الجبهة من خلاله كشف وتعرية فساد ومخالفات وتجاوزات حكومة الوفاق وفق خطوات مدروسة منها للوصول الى تشكيل حكومة ظل شعبية تقيم وتراقب اداء الحكومة في خطوة تعد سابقة نوعية وفريده هامة لتطوير وتعزيز ادوار المعارضة ليس على مستوى اليمن فقط بل حتى على مستوى الوطن العربي وعدد واسع من الدول المتقدمة عالميا..
الاستاذ فيصل الصوفي من خلال مقاله وصف الجهود التي تتم لعملية الدعوة والتحشيد للنزول في 14 يناير لإسقاط الفاسدين بانها (هدر للطاقات) واجد نفسي معه في هذا الاستنتاج ولكني أؤكد ان محاولات الصاق هذه الدعوات بجبهة انقاذ الثوره ونوايا الاستفادة من رصيدها والانجازات التي حققتها بطريقة مباشرة او غير مباشرة هي (هدر للمهدور) الذي اشار اليه الاستاذ الصوفي في مقاله..
و أؤكد ان الجبهة وقيادتها تمتلك الجرأة والقوة لاستمرار دورها المعارض حتى بسقف اعلى مما تم الاعلان عنه بشكل مباشر و واضح متى ما رات الحاجة لذلك وانها ستقف بقوه ضد اي محاولات لاستخدامها من قبل القوى المتصارعة ومراكز قواها وتوظيفها سياسيا لصالح طرف ضد طرف اخر واجزم بانها تعي جيدا اليوم بعد تجاربها السابقة معنى ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين..

زر الذهاب إلى الأعلى